" الكتب السماویة " تعلیق 1

 

 هل يوجد كل شيء في القرآن الكريم؟

یقال إن في القرآن كل شيء. هل یمكن أن توضّحوا ذلك؟

 

قال تعالی: "وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ." (سورة الأنعام، 59)

إن عبارة "كتاب مبين" - على قول - هو القرآن الكريم. فهذه الآية الكريمة تبيّن أنه: ما من رطب ولا يابس إلاّ وهو في القرآن الكريم.

أجل إن في القرآن كل شئ. ولكن لا يستطيع كل واحد أن يرى فيه كلَّ شئ، لأن صور الاشياء تبدو في درجات متفاوتة في القرآن الكريم، فأحياناً توجد بذور الشئ أو نواه، وأحياناً مجمل الشئ أو خلاصته، وأحياناً دساتيره، وأحياناً توجد عليه علامات. وترد كل من هذه الدرجات؛ إما صراحة أو اشارة أو رمزاً أو إبهاماً أو تنبيهاً. فيعبّر القرآن الكريم عن أغراضه ضمن أساليب بلاغته، وحسب الحاجة، وبمقتضى المقام والمناسبة.

فمثلاً: ان الطائرة والكهرباء والقطار واللاسلكي وأمثالها من منجزات العلم والصناعة - التكنلوجيا الحديثة - والتي تعدّ حصيلة التقدم الإنساني ورقيه في مضمار الصناعة والعلم، أصبحت هذه الاختراعات موضع اهتمام الإنسان، وتبوأت مكانة خاصة في حياته المادية، فلا يمكن أن يترك القرآن الحكيم الذي يخاطب عموم نوع البشر مثل هذه الاختراعات ويهملها.

ولآن القرآن يخاطب مستويات كل الناس لذلك فهو يوضح الحقائق بالأمثلة التي يستطيع أن يفهمها العوام أكثر، إلا أنه توجد خلف العبارات التي يذكرها والكلمات التي يختارها بل وحتى الحروف ونظمها توجد خلفها معاني مستترة وخفية.

فكما أنه في حالة الدستور الأساسي يستطيع العوام أن يفهموا المعاني العامة التي تراد منه إلا أن المعاني الدقيقة فلا يمكن أن يدركها إلا أهل الاختصاص في هذا المجال، كذلك فإنه يوجد في القرآن الكريم كل ما يتعلق بالإنسان من مستقبل أو ماضي وكل الفنون والعلوم والمدنية والحضارة في شكل بذور ونوى لها، والقرآن يذكرها صراحة أحيانا أو إشارة في بعض الأحيان. 

 

التكنولوجيا في القرآن

عندما یخبر القرآن أنّ سلیمان علیه السلام یقطع مسافة بعد شهرین وهو یطیر في السماء، یشیر إلی أن الناس يستطيعون قطع مسافات بعیدة في السماء، أي یشیر إلی آلالات الجویة كالطائرة والهليكوبتر والطائرة النفّاثة.

( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) (سورة سبأ 12)

 

التاریخ في القرآن

إن القرآن یتحدث عن عدید من الحوادث التاریخیة التي تتعلق بتاریخ البشریة كطوفان نوح وقد ذكرت الحوادث التاریخیة في القرآن الكریم كهجرة بني إسرائیل إلی القدس، وقصة قارون وكنوزه، وسدّ ذو القرنین، وسیل العرم، وولادة عیسی علیه السلام، وأصحاب الكهف.

طوفان نوح علیه السلام

(حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ. وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ. وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ. قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ. وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

(سورة هود، 40-44)

هلاك قوم ثمود

(وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ) (الشعراء، 149)

وقد وُرد في روایات كثیرة أنّ الذي أنشأ المباني والقصور والأحواض الواسعة والبروج والتماثیل المزیّنة بنَحْت الصخور والرخام وهكذا كوّنوا 1700 مدن؛ هم قوم صالح علیه السلام الذي یُعرف باسم "ثمود".

هلاك قوم عاد

(وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ

فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ )(الحاقة، 6-8)

هجرة بني إسرائیل إلی القدس

(وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ )(طه، 77-78)

خزائن قارون

(إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ) (القصص، 76-81)

سدّ ذو القرنین

(وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًاثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًافَمَا  اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )(الكهف، 83-97)

 

المستقبل في القرآن

(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )(سورة یونس، 92)

إن القرآن یشیر إلی أن لا تفسد جثة فرعون الذي غرق في البحر وأنه سیوجد في المستقبل لیكون عبرة للناس.

وقد وُجدت جثة فرعون من طرف فریق بحث إنجليزي بین الرمال في مرتفَع صغیر علی شاطئ البحر الأحمر فأُخِذ إلی بریطانیا. ويُعرض جسده حالیًا في المتحف البريطاني المشهور في لندن وهو علی هئية السجود بشكل لم یفسد رغم أنه مرّ عليه ثلاثة آلاف سنة وعلی الواقعة حتی یومنا هذا. إنّ هذه الجثة التي لا تفسد، تبیّن مستقبل الكفار الدنیویة والآخرویة بصراحة.

(..بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ) (سورة السبأ، 15)

إن القرآن یشیر إلی فتح اسطنبول الذي فتح بابها أمام الأحداث الهامة في التاریخ كالاكتشافات الجغرافية وبدایة عصر النهضة بانتهاء العصور الوسطی. (وأنه مقابل كلمتی بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ اللتین وردتا في هذه الآیة هو رقم  1453الذي هو تاریخ فتح اسطنبول بحساب الجفر.)

(غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ )(الروم، 2-4)

لقد أُخبر أن الروم تتغلب علی الفرس في بضع سنوات، في هذه الآیة التي أنزلت بعدما یقارب سبع سنوات من إصابة البيزنطيين المسیحیین بهزیمة ثقیلة نحو الفرس الوثنيین. وعندما یُنظر إلی التاریخ یُری أن تغلب جیش البيزنطيين علی الفرس في الحرب التي وقعت بین إمبراطورية الروم و الفرس بعيد خراب نینوا و بعد سبع سنوات تقریبا من نزول الآیة. فیُری أنه یتحقق هذا الخبر الذي أخبر به القرآن الكریم حرفیا.

(قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)   (سورة النمل، 40)

تحكي هذه الآیة أن یُحضِر وزیرُ سلیمان علیه السلام عرش بلقیس من الصنعاء إلی الشام فهي كذلك  تشیر إلی الأدوات التكنولوجية كالحاسوب و الهاتف الجوال، وتشیر إلی نقل الصوت والصورة حتی المادة بالإشعاع أیضا في یومنا هذا مع أنّ نقل المادة بنفسها لم یتحقق بعد ولكن الأعمال والدراسات تجري حالیا.

 

الآداب في القرآن

(فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) (الهجر،94)

قد سجد الكفار لجهة أدبية لهذه الآیة رغم أنّهم لا یؤمنون كما هو معروف أن اللغة العربیة أكثر اللغات كمالا بین اللغات العالم ببلاغتها وفصاحتها وأدبها فصدّق الأدباء المشاهیر الذین هم یُعدّون أساتذة في البلاغة كالسكاكي والزمخشري والجرجاني بالإجماع علی أنّ أدب القرآن ذو میزة بعیدة عن متناول الناس.

 

العدالة في القرآن

(وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الأنعام، 152)

إن كثیر من آیات القرآن تشیر إلی مبادئ العدالة التي یجب المحافظة عليها من علاقات شخصیة إلی علاقات اجتماعیة.

(مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) (المائدة، 32)

كما هو واضح من هذه الآية فإن القرآن یشیر إلی العدالة الحقیقیة. لأنه یُفهم من المعنی الإشاري لهذه الآیة كالآتي:

فلا یُضحی بفرد واحد لأجل الحفاظ علی سلامة الجمیع؛ إذ الحق هو الحق ضمن إطار الرحمة الإلهیة، فلا یُنظر إلی كونه صغیرًا أو كبیرًا، لذا لا یُفدی بالصغیر من أجل الكبیر، ولا بحیاة الفرد الحقه من أجل سلامة الجماعة والحفاظ علیها، إن لم یكن له رضی في الأمر. أما إذا كانت التضحیة برضاه ورغبة منه فهي مسألة أخری. (من المكتوب الخامس عشر)

 

العلوم في القرآن

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)

(سورة المؤمنون، ١٤)

إن القرآن یخبر بمراحل تكوّن العلقة والمضغة والعظام واللحم في رحم الأم.

في یومنا هذا بالنسبة إلی استنتاج علم الطب الحدیث إن الجنین في رحم الأم یتابع على الترتیب في الأعلی فله حجم إلی حد ما یكفي للرؤیة بالعین ولا تُعرف تفاصیله أیضا، أما العظام فتتشكّل لاحقا.

(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)   (سورة الزاریات، 47)

قد تُدافَع فكرة الكون المتوسّع في تاریخ 1922 أوّلا وجُعلت الصیغة في سنة 1929. ولكن القرآن أخبر البشریة عن حقیقة "أن یتوسّع الكون دائما" قبل 15 عصرًا.

(وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ )(آل عمران، 49)

إن القرآن یشیر إلی إیجاد الحیلة للأمراض كالإيدز حتی للموت، بهذه الآیة التي تفید أن یفتح عیسی علیه السلام عیون الأعمیاء وأن یحیي الأموات.

 

التفكر في القرآن

(كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ )(البقرة، 219)... (أَفَلَا يَعْقِلُونَ )(یسٓ، 68)...

قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (المؤمن، 58)... (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ )(النور، 44)

إن للإنسان استعداد العقل و التفكّر، وبهذه الآیات یدعو القرآن الإنسان إلی التفكر في الكون والأمور فیه ومع هذا یدعو إلی التفكّر في الإنسان وحكم الخلقة. و هكذا یسوق الإنسانَ إلی التفكیر بإشارة إلی أنّ الدین لا یعارض مبادئ العقل والحكمة والمنطق أبدًا.    

 

الأحداث الطبیعیة في القرآن

إن القرآن یشیر إلی كثیر من الأحداث الطبیعیة  كالمطر والریح والبرق وحدوث اللیل والنهار وإنشاء السماء وأوقات الشهور والأسابیع.

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ )(النور، 43)

(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ )(الروم، 48)

إن المطر یتكوّن من ثلاث مراحل هي: أن یحدث الریح وتكوّن الغیوم وتكوّن قطرات الأمطار، فأخبر القرآن هذه الحقیقة التي نشأت باستكشاف رادار الطقس الحديث قبل 15 عصرًا بالآیات أعلاها.

 

العلم في القرآن

(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )(الأنعام، 59)

إن "كتاب مبين" - على قول - هو القرآن الكريم. و القرآن مصدر كل العلوم و قد أخذ كل العلماء خلاصة مسالكهم من القرآن الكریم.  

(يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ) (البقرة، 269)

(هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )(الزمر، 9)

إن القرآن یسوق إلی تعلّم العلوم ویجعل العلم وسیلة لفهم القرآن ومعرفة الله سبحانه و تعالی، و یشجّع الناس علی العلم بتمییز أهل العلم من الآخرین وجعلهم هم الأعلون والشرفاء.

 

الأمر والدعوة في القرآن

(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

(النحل، 125)

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)

(إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا )(النساء،103)

(وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ  )(البقرة، 43)

(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )(البقرة، 183)

(وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ )(البقرة، 196)

وفي مثل هذه الآيات نجد أن القرآن يدعو الناس دائما إلى الحق والحقيقة بجذب أنظارهم إلى غرضه الأصلي وهو موضوعات العبادة و العقيدة، وإن الآيات المتعلقة بالصلاة فقط أكثر من سبعين آية.

أما الأسلو ب القرآني في الدعوة مقنع ومفيد للناس ومنير للعقول ومؤثر في النفوس.

والقرآن في خطابه تارة يحذّر الناس ويخوّفهم وتارة يبشر الناس بالرفق والشفقة مراعيا حالة المخاطبين وعمرهم ومستواهم العلمي. إن القرآن منع الأسلوب القاسي في المناقشة مطلقا بل دعا الناس إلى الجدال بالتي هي أحسن، و يحثّهم على التفاهم والمعاملة بالرفق للمخاطبين وعدم إساءتهم وتصغير شخصياتهم. 

 

النصیحة في القرآن

(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(الحدید، 20)

إن القرآن مملوء بالنصائح التي تضمن السعادة للإنسان في الدنیا والآخرة.     

 

الدعاء في القرآن

(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ )(البقرة، 286)

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )(آل عمران، 8)

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ )(یوسف، 101)

(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ) (طه، 25-26)

 

((((((((((والله أعلم))))))) Kaynak: http://www.sirajalnoor.com - هل يوجد كل شيء في القرآن الكريم؟

اطرح سؤالا
علق
فاطمة كبرا قال في تاريخ "١.٣٠.٢٠١٣ ١٢:٠٥"
ماشاءالله! الجواب مفيدة جداً