كیف یستطیع أن یعلم الله كل شيء؟

كیف یستطیع أن یعلم الله كل شيء خفي كان أو ظاهر والذي حدث وما سیحدث؟

:جواب

قال تعالى ( قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمٰوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) (سورة آل عمران،٢٩)

وقال تعالى:

( عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. سَوَاء مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ ) (سورة الرعد، ٩-١٠)

إن الله ذو علم أزلي، وإنّ الأزل لیس معناه أول الزمان، ولیس له ماض وحاضر ومستقبل. إن الأزل مقام یری و یعلم منه كل الأزمنة.

الله یعلم كل شئ بعلمه الأزلي:

الله تعالى یعلم كل شئ خفي كان أو ظاهر والذي حدث وما سیحدث حتی المعاني التي في أعماق القلوب. لأن علم الله يشبه حال المرآة التي تطل على الأشياء من الأعلی. فالماضی والحاضر في حكم آن واحد له. وهذا موجب لیكون إزلي. فكلما كانت المرآة فی الأعلی كلما اشتملت كل الأشیاء. وكذلك علم الله ینظر إلی الكائنات من خارج الزمان الذي خلقه الله ویحیط بكل شئ ویعلمه في آن واحد. یعني مفهوم الزمان الذي للمخلوقات غیر وارد بالنسبة إلى الله.

إن النظام البدیع والأفعال المبرمجة بصورة كاملة دلیل علی أنّ كل شئ في علم الله، وأنّ علمه محیط. لأن الأفعال بشكل جمیل ومنظم ومنسق هكذا وبلا خطاء تستلزم علماً قویاً كاملاً.

فالذات التي تخلق كل شيء و تبرمجه، بالطبع لابد أن يكون لها علمُ محیط بكل شيء. فكما أنه لا يمكن أن يفكر في عدم وجود ضوء الشمس مع وجودها، فكذلك لا يمكن أن يفكر في عدم علم الله المحیط بكل شيء ایضا. Kaynak: http://www.sirajalnoor.com - كیف یستطیع أن یعلم الله كل شيء؟

فمثلا: تسیطر الشمس علی جميع الأرض بضوئها، وتمس الأرض في آن واحد وتضيء كلَّ مكان مسته؛ إن كان من الممكن لهذه الشمس التي مخلوقة من عند الله الإحاطةَ بكل شيء بضوئها وعلی الفور، فهل من الممكن أن یختفي شيء من علم الله الذي هو صفة لذاته تعالى؟